فصل: الرجوع:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية



.الرّجس:

الشر، والمستقذر، والعذرة، والقذر، والنتن، حسيّا ومعنويّا.
ويطلق على ما يستقبح في الشرع وفي نظر الفطر السليمة، قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ} [سورة المائدة: الآية 90].
والرجس والرجز معناهما واحد، ويطلق الرجس على العذاب، وسمّيت الأصنام رجسا، لأنها سبب الرجس وهو العذاب، قال الله تعالى: {قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} [سورة الأعراف: الآية 71]: أي عذاب بسبب الرجس الذي اقترفوه، وفي قوله تعالى: {فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ} [سورة التوبة: الآية 125] هو القذارة المعنوية والمرض النفسي كالنفاق، والشرك، والشك: أي زادتهم كفرا إلى كفرهم ونفاقا إلى نفاقهم فلم يستفيدوا من السورة شيئا.
والرجس والنجس متقاربان لكن الرجس أكثر ما يقال في المستقذر طبعا، والنجس أكثر ما يقال في المستقذر عقلا وشرعا. والنجس: اسم فاعل من نجس ينجس فهو: نجس، كفرح يفرح فهو: فرح.
قال الفراء: إذا قالوه مع الرجس أتبعوه إياه، فقالوا: (رجس نجس) يعنى: بكسر النون وسكون الجيم، وهو من عطف الخاص على العام، فإن الرّجس النّجس: الشيطان الرجيم.
وقد دخل في الخبث والخبائث، لأن المراد بهم الشياطين.
والرجس: القذر والنتن، ومنه قوله تعالى: {إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ} [سورة الأحزاب: الآية 33].
[المطلع ص 12، والنظم المستعذب 2/ 332، والكليات ص 479، والقاموس القويم للقرآن الكريم ص 256].

.الرجعة:

تقال بفتح الراء وكسرها، وصوب الجوهري الفتح، ووقع في استعمال الفقهاء بالكسر، والكسر أكثر عند الأزهري.
وفلان يؤمن بالرجعة- بالفتح لا غير-: يعنى بالرّجوع إلى الدنيا.
ويقال: (باع فلان إبله فارتجع فيها رجعة بالكسر): أي اشترى غير ما باع، قاله الأزهري.
والرجعة: اسم مصدر: (رجع)، يقال: (رجع عن سفره، وعن الأمر يرجع رجعا، ورجوعا، ورجعي، ومرجعا).
قال ابن السكيت: هو نقيض الذهاب، ويتعدى بنفسه في اللغة الفصحى، فيقال: (رجعته عن الشيء وإليه ورجعت الكلام وغيره): أي رددته، قال الله تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ} [سورة التوبة: الآية 83].
ورجعت الأمر إلى أوائله: إذا رددته إلى ابتدائه، قال: (عسى الأيام أن يرجعن قوما كالذي كانوا)، ورجعت المرأة إلى أهلها بموت زوجها أو بطلاق فهي: راجع.
والرجعة- بالفتح-: بمعنى الرجوع.
والرجعة بعد الطلاق بالفتح والكسر.
والرجعي: نسبة إلى الرجعة.
والطلاق الرجعي: ما يجوز معه للزوج رد زوجته في عدتها من غير استئناف عقد.
والرجعة: المرة من الرجوع والحالة، وهي ارتجاع الزوجة المطلقة غير البائن إلى النكاح من غير استئناف عقد.
وفي الاصطلاح: تعددت تعريفات الفقهاء للرجعة على النحو التالي:- عرّفها العيني: بأنها استدامة ملك النكاح.
- وعرّفها صاحب (البدائع) من الحنفية: بأنها استدامة ملك النكاح القائم ومنعه من الزوال.
- وعرّفها الدردير من المالكية: بأنها عود الزوجة المطلقة للعصمة من غير تجديد عقد.
- ونقل عن ابن الحاجب أنه حد الرجعة بقوله: رد المعتدة عن طلاق قاصر عن الغاية ابتداء غير خلع بعد دخول ووطء جائز، أو استدامة الملك القائم في العدة بنحو راجعتك.
- وعرّفها الشربيني الخطيب من الشافعية بقوله: رد المرأة إلى النكاح من طلاق غير بائن في العدة على وجه مخصوص.
- وعرّفها البهوتي من الحنابلة: بأنها إعادة مطلقة غير بائن إلى ما كانت عليه بغير عقد.
- وعرّفها بعض الفقهاء: بأنها رد زوج يصح طلاقه مطلقته بعد الدخول في بقية عدة طلاقه بلا عوض ولا استيفاء عدد إلى نكاحه أو رفع الزوج أو الحاكم حرمة المتعة بالزوجة لطلاقها، أو رفع إيجاب الطلاق حرمة المتعة بالزوجة بانقضاء عدتها.
[المغني لابن باطيش 1/ 545، والتوقيف ص 358، والمطلع ص 342، والكواكب الدرية 2/ 255، والاختيار 3/ 106، وشرح حدود ابن عرفة 1/ 287، والإقناع 3/ 83، والروض المربع ص 434، والموسوعة الفقهية 22/ 104].

.رجل:

الرّجل في اللغة: خلاف المرأة، وهو الذكر من نوع الإنسان، وقيل: إنما يكون رجلا إذا احتلم وشب، وقيل: هو رجل ساعة تلده أمّه إلى ما بعد ذلك، وتصغيره: رجيل قياسا، ورويجل على غير قياس، ويجمع رجل على رجال، وجمع الجمع: رجالات، ويطلق الرجل أيضا على الراجل: أي الماشي، ومنه قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً} [سورة البقرة: الآية 239] وأما في الاصطلاح: فهو كما ذكر الجرجاني في (التعريفات): الذكر من بنى آدم جاوز حدّ الصّغر بالبلوغ، وهذا في غير الميراث، وأما في الميراث فيطلق الرجل على الذكر من حين يولد، ومنه قوله تعالى: {لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ} [سورة النساء: الآية 7].
[التعريفات ص 97، والموسوعة الفقهية 22/ 116].

.رجل:

الرّجل لغة: قدم الإنسان وغيره، وهي مؤنثة، وجمعها:
أرجل.
ورجل الإنسان هي من أصل الفخذ إلى القدم، ومنه قوله تعالى: {وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ} [سورة النور: الآية 31].
ورجل أرجل: أي عظيم الرجل، والراجل خلاف الفارس، ومنه قوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً} [سورة البقرة: الآية 239] ومعناه الاصطلاحي: يختلف باختلاف الحال فيراد به القدم مع الكعبين، كما هو في قوله تعالى: {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [سورة المائدة: الآية 6]. ويراد به دون المفصل بين الساق والقدم كما هو الحال في قطع رجل السارق والسارقة، ويطلق تارة فيراد به من أصل الفخذ إلى القدم.
[المصباح المنير (رجل) ص 84، والمعجم الوسيط (رجل) 1/ 344، والموسوعة الفقهية 22/ 120].

.الرّجم:

في اللغة: الرّمي بالرّجام، وهي الحجارة.
ويستعار للرّمي بالظن، والتوهم، والشتم.
ويطلق على معان أخرى، منها: القتل، ومنها: القذف بالغيب أو بالظن، ومنها: اللعن، والطرد، والشتم، والهجران.
وفي الاصطلاح: هو رمى الزاني المحصن بالحجارة حتى الموت.
[التوقيف ص 360، والموسوعة الفقهية 22/ 124].

.الرجوع:

في اللغة: الانصراف، يقال: (رجع يرجع رجعا، ورجوعا ورجعي، ومرجعا): إذا انصرف، ورجعه: رده، ورجع من سفره وعن الأمر يرجع رجعا ورجوعا. قال ابن السكيت: هو نقيض الذهاب، ويتعدى بنفسه في اللغة الفصحى، وبها جاء القرآن، قال الله تعالى: {فَإِنْ رَجَعَكَ اللّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ} [سورة التوبة: الآية 83].
وهذيل تعديه بالألف، ورجعت الكلام وغيره: رددته، ورجع في الشيء: عاد فيه. ومن هنا قيل: (رجع في هبته): إذا أعادها إلى ملكه.
وفي (الكليات): الرجوع: العود إلى ما كان عليه مكانا أو صفة أو حالا، يقال: رجع إلى مكانه وإلى حالة الفقر أو الغنى، ورجع إلى الصحة أو المرض أو غيره من الصفات، ورجع عوده على بدية: أي رجع في الطريق الذي جاء منه، ورجع عن الشيء: تركه بعد الإقدام عليه، ورجع إليه: أقبل.
والرجوع عن الشهادة أن يقول الشاهد: أبطلت شهادتي أو فسختها أو رددتها، وقد يكون الرجوع عن الإقرار بادعاء الغلط ونحوه.
والرجوع عن الشهادة: هو انتقال الشاهد بعد أداء شهادته بأمر إلى عدم الجزم به دون نقيضه.
[شرح حدود ابن عرفة ص 602، والموسوعة الفقهية 7/ 52، 22/ 127].

.الرّحا:

هي الطّاحونة، وهي مؤنثة، والألف منقلبة من الياء، تقول:
(هما الرّحيان)، وتمد فيقال: (رحاء، ورحاءان، وأرحية، ورحوت الرحا، ورحيتها): إذا أدرتها.
والرحا: الضرس، والجمع: أرح، وأرحاء، مثل: سبب وأسباب، وربما جمعت على أرحية أو: رحىّ.
[المصباح المنير (رحي) ص 85، والمطلع ص 242].

.الرحاب:

جمع: رحبة- بالتحريك-، والجمع: رحب، ورحبات، ورحاب، وهي: ساحته عن الجوهري، وتسكين الرحبة لغة.
وفي الحديث: قيل لخزيمة بن حكيم رضي الله عنه: (مرحبا) [النهاية 2/ 207]: أي لقيت رحبا وسعة، وقيل: معناه: رحب الله بك مرحبا، فجعل المرحب موضع الترحيب.
ومنه حديث ابن زمل: «على طريق رحب» [النهاية 2/ 207]: أي واسع. وفي حديث كعب بن مالك رضي الله عنه: (فنحن كما قال فينا: {ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ}). [النهاية 2/ 208، والآية من سورة التوبة، 118] ومنه حديث ابن عوف رضي الله عنه: «قلّدوا أمركم رحب الذّراع». [النهاية 2/ 208]: أي واسع القوة عند الشدائد.
ومنه حديث ابن سيّار: «أرحبكم الدّخول في طاعة فلان». [النهاية 2/ 207]: أي أوسعكم؟ ولم يجيء (فعل)- بضم العين- من الصحيح متعديا غيره.
[النهاية 2/ 207، 208، والمطلع ص 281].

.الرحضاء:

- بضم الراء وفتح الحاء والضاد المعجمة مع المد-: هو عرق الحمى، والرحض: الغسل، تقول: رحضت الثوب رحضا من باب نقع.
[المصباح المنير (رحض) ص 85، وفتح الباري (مقدمة) ص 128].

.الرّحل:

ما يوضع على البعير ليركب عليه، ورحل البعير، وهو أصغر من القنب، والرحل: منزل الإنسان سواء كان من شعر أو وبر أو حجر أو مدر.
والراحلة من الإبل: البعير القوىّ على الأسفار والأحمال، والذكر والأنثى فيه سواء، والهاء فيها للمبالغة، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة، وتمام الخلق وحسن المنظر، فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت.
ومنه قوله صلّى الله عليه وسلم: «تجدون الناس كإبل مائة ليس فيها راحلة». [النهاية 2/ 209] ومنه الحديث: «في نجابة ولا رحلة». [النهاية 2/ 209].
الرّحلة- بالضم-: القوة والجودة أيضا، وتروى- بالكسر- بمعنى: الارتحال.
وفي حديث عمر رضي الله عنه قال: (يا رسول الله، حولت رحلي البارحة) [النهاية 2/ 209].
كنى برحله عن زوجته: أراد به غشيانها في قبلها من جهة ظهرها، لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها، فحيث ركبها من جهة ظهرها، كنى عنه بتحويل رحله إما أن يريد به المنزل والمأوى، وإما أن يريد به الرحل الذي يركب عليه الإبل، وهو الكور. ومنه: (لتكفّنّ عن شتمه أو لأرحلنّك بسيفي) [النهاية 2/ 210]: أي لأعلونك به، يقال: (رحلته بما يكره): أي ركبته.
[النهاية لابن الأثير 2/ 209، 210، والمطلع ص 184، وتحرير التنبيه ص 50].

.الرّحم:

الرحمة، ومنه قوله تعالى: {وَأَقْرَبَ رُحْماً} [سورة الكهف: الآية 81]: أي يراد مرحمة، قال الشاعر:
أحنى وأرحم من أمّ بواحدها ** رحما وأشجع من ذي لبدة ضارى

وفي الحديث: «الرحم شجنة من الرحمن». [البخاري 8/ 7] بضم الشين وبكسرها وهو المشهور: أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق، ومعناه: أن اسمها من اسمه، وهي مشتقة منه، يقال: (بيني وبين فلان شجنة): أي رحم، ومنه: (الحديث ذو شجون): أي متصل بعضه ببعض.
قال زهير:
ومن ضريبته التقوى ويعصمه ** من سيّئ العثرات الله والرّحم

قال الأصمعي: وكان أبو عمرو بن العلاء ينشده.
والرّحم- بالضم- والرّحم: الرّحمة.
[غريب الحديث للبستي 1/ 480، 702، والمغني لابن باطيش 1/ 449].